من روائع أبي الوليد- صروف الدهر

بعث الشيخ أبو الفضل محمد بن عيسى  بقصيدةٍ للشيخ أبي الوليد بعد عودته من إبراء إلى القابل بصحبة والده حيث كانوا على موعد مع الإمام محمد بن عبدالله الخليلي  بسمد الشان وبحضور الشيخ أبي الوليد ، فوصلهم كتاب من الإمام بالتأخير ، وقد أجاب الشيخ أبو الوليد الشيخ ابو الفضل على تلك القصيدة قائلا :

سلامٌ مثل أنفاس الربيعِ              عل جمعٍ كأصحابِ الربيعِ

أخصُ به هُماماً فاق فضلاً           وحاز السبقَ من قَصبِ البديعِ

أتاني نظمهُ يختالُ عُجباً               ويزري بالبدائع للبديع

أرقتُ لِفقدكم بعد الرجوعِ             وبِتُ ولمْ أذُق طعمَ الهُجوعِ

كأني بعدَ بُعدِكمُ سليمٌ                يُرَجّى مقدمَ  الراقي الشفيعِ

تلفتُ نحوكمْ إبليْ اشتياقاً            إلى لثمِ المعاهدِ والرّبوعِ

ولا لوصالِ غانيةٍ رَدَاحٍ                    هضيمٍ بَضّةٍ بيضا شموعِ

كأنّ رُضوبها رشفا شهدٍ                  شفاءً للجوانحِ والضلوعِ

كأنّ حديثَها نفثاتُ سِحرٍ              يُسلّي قلبَ مُشتاقٍ وَلوعِ

ولا مُتجافياً عن خيرِ صحبٍ          بدور التمَ في أسنى طُلوعِ

ولكني تقدمت إحتفالاً                لطلعتكم على تلك الجموعِ

فما إن راعني إلا بريدٌ                 أتى عنكم بأخبار الرجوعِ

له لقبٌ تكفّلَ عن سؤالِ              بما أبداهُ من نباء شنيعٍ

فقلتُ له هُبِلتَ أتدرِ ماذا              أتيتَ بهِ من الخبرِ الفضيعِ

أسفتُ على فراقكمُ مَلياً              وصِرتُ بحالِ محزونٍ وجيعِ

فلا تحزن أبا الفضلِ المُرجّى          وَكفكِف مِنكَ واكفةَ الدموعِ

وكن كالنجمِ بُعداً في مَداهُ           يُرى في الماءِ وهوَ أخو شُسوعِ

ولا تعتبْ على صرفِ الليالي          فإنّ الدّهرَ ساعٍ للجموعِ

قُصاراه اجتماعٌ وافتراقٌ                   لدى حلٍّ وترحالٍ سريعِ

له عكسُ الحقائقِ صار طبعاً           بمزجِ الجدِ هزلاً ذو ولوعِ

لئن صارت بغاث الطيرفيهِ                بُزاةً فهيَ في شَرَكِ الوقوعِ

محالٌ أن يكون الرأسَ ذيلاً               وأن يعلوْ الرقيعُ على الرفيعِ

ولكن التفاوتَ في المعالي              به يمتازُ عالٍ من وضيعِ

وفي الناسِ العصامي والعظامي        وفيهم من قريعٍ أو خليعِ

فلا تأسف على الدنيا ودعها          وثق بالواحدِ الصمدِ السميعِ

 

عن saud

شاهد أيضاً

قصيدة من روائع أبي الوليد-إلى العلياء

وقال الشيخُ العلامة أبو الوليد:- “وقفتُ على قصيدة رحلة البحرين للسيد الهمام المفضال الأمير محمد …

اترك تعليقاً